المومياوات الملكية - الملكة الفرعونية حتشبسوت
Royal Mummies of the Pharaonic Queen Hatshepsut
موكب المومياوات ألملكية
من المومياوات الملكية التي تم نقلها من المتحف المصري بميدان التحرير للمتحف القومي الحديث بالفسطاط بالموكب المهيب للمومياوات الملكية في يوم 2-4-2021، مومياء الملكة (حتشبسوت)، والتي سوف نلقى الضوء على تاريخها.
الملكة الفرعونية غنمت امون حتشبسوت
غنمت امون حتشبسوت، هي ملكة حاكمة مصرية قديمة، وهي الخامسة ضمن تسلسل ملوك الأسرة الثامنة عشرة، حكمت بعد وفاة زوجها الملك تحتمس الثاني كوصية على الملك الصغير تحتمس الثالث في البداية، ثم كملكة وابنة الإله آمون بعد أن نشرت قصة نقشتها في معبدها بالدير البحري تقول فيها إنها كانت نتيجة لقاء حميم بين آمون وأمها الملكة أحمس.
مكان الميلاد
مصر القديمة
تاريخ الوفاة
1458 ق.م
الزوج
تحتمس الثاني
الابناء
ﻨﻴﻔﻴرو رع
الاب والام
تحوتمس الأول، أحمس
غنمت آمون حتشبسوت، والشهيرة بـ (حتشبسوت)، أشهر الملكات اللاتي حكمن مصر، وأقواهن نفوذًا، فقد كان حكمها نقطة بارزة ليس في تاريخ الأسرة الثامنة عشرة فحسب، بل وفي تاريخ مصر القديم كله، حتشبسوت هي خامس ملوك الأسرة الثامنة عشرة المصرية القديمة، ويعتبرها علماء المصريات واحدة من أنجح ملوك المصريين القدماء.
ماذا يعنى اسمها
ويعنى اسمها خليلة آمون المفضلة على السيدات، أو خليلة آمون درة الأميرات.
ميلادها وعائلتها
ولدت حتشبسوت في عام 1508 قبل الميلاد، وهي الابنة الكبرى للملك (تحتمس الأول)، والملكة (أحمس)، ويعتبر الملك (أحمس الأول) صاحب الانتصار العظيم في تحرير مصر من الهكسوس، هو الجد الأكبر لحتشبسوت، ومؤسس الأسرة الثامنة عشر الفرعونية التي تنتمي إليها.
وكانت (حتشبسوت) الوريثة الشرعية لعرش البلاد، حيث لم يكن هناك وريث شرعي من الذكور، ولكن كان لها أخ غير شقيق من أبيها هو (تحتمس الثاني)، من زوجة ثانوية تدعى (موت نفرت)
مستوى تعليمها
تلقت حتشبسوت تعليماً في علوم الأخلاق والسلوك الصحيح، بالإضافة إلى القراءة والكتابة، والحساب والفلسفة، والطقوس الدينية، وقواعد اللغة والإنشاء ، ولقد كان عليها أن تثابر على نقل وتعلم الحكم المأثورة عن الحكماء المصريين القدماء ، كأي فرد من العائلة ، مثل أخيها غير الشقيق (تحتمس الثاني) ، والأمراء والأميرات الصغار، وعدد من أبناء الوزراء والأسر النبيلة ، وما من شك في أنها كانت تخشى المعلم الذي كان يلقنها الدروس، وتخشى أساليبه العنيفة مع تلاميذه مهما كانت منزلتهم، ولقد كان هذا مثالاً للعدالة التي تطبق على الجميع بالتساوي بدون خوف أو محاباة، والتي أصبحت جزءاً أساسياً في حياة المجتمع المصري في ذلك الوقت، ولم يكن لحتشبسوت أن تطالب بأي امتيازات خاصة في معاملتها، وقد كانت المدرسة الملكية قي بيت فرعون كغيرها من مدارس البلاد، تبدأ في الصباح الباكر وتنتهي عند الظهيرة.
زواجها
تزوجت حتشبسوت من أخيها غير الشقيق (تحتمس الثاني)، على عادة الملوك الفراعنة، الذي لم يكن أمامه كي يقبض على صولجان الحكم سوى أن يتزوج من حتشبسوت، وأنجبت منه ابن وبنتان، فأما الابن فمات في طفولته، ولم يبق اسمه على أي أثر من الآثار، وأما الابنتان فاسمهما (نفرو رع)، و(مريت رع حتشبسوت)، وقد أنجب زوجها (تحتمس الثاني)، ابنه (تحتمس الثالث) ، من أحد محظيات البلاط الملكي، والتي كانت تدعى (إيزة)
توليها الحكم
لم يكن الطريق ممهداً أمام حتشبسوت، ومفروشاً بالورود كي تصل إلى الحكم، فقد واجهت بكل إصرار وعناد مجتمعاً وسلطة دينية ذكورية، أبت أن ترى الحاكم إلا في صورة رجل، فبدأت حتشبسوت وقتاً عصيباً من حياتها وهي في عمر العشرين، عند وفاة والدها (تحتمس الأول)، فقد كانت من قبل شريكة مع أبيها في الحكم، والوريثة الشرعية للعرش!! لذا فإنه كان من المعقول أن تكون هي الفرعون الذي يلي تحتمس الأول على العرش. لكن، تقاليد البلاط ودسائس الكهنة بدأت تتدخل في الأمور لأن فكرة حكم امرأة ووضع جميع السلطات في يدها كان أمراً على غير هواهم! لهذا السبب كان من المحتم أن يشرك معها أخوها غير الشقيق (تحتمس الثاني) في الحكم، ذاك الشخص النحيل واهن الصحة، قليل الخبرة بإدارة شؤون البلاد، وأن يكون شريكاً معها في الملك كفرعون للبلاد، بينما تصبح هي زوجة ملكية لا أكثر من هذا.
ولم يكن هناك فائدة ترجى من وراء الاحتجاج، فقد كانت كل الظروف ضدها، وبدئوا يعدون لزواجها من تحتمس الثاني، وبهذا حصل تحتمس الثاني على شرعية الحكم، ولسنا نعرف إلا القليل عن فترة حكمه قصيرة المدة، اللهم إلا ثورة قامت في الجنوب. ولكنه، بدلاً من أن يقود الجيش بنفسه ويسير إلى الأعداء كما كان يفعل أبوه، أعطى تعاليمه لجنوده أن يكونوا قساة لأبعد درجة عن الخارجين عن حكمه.
كان تحتمس الثاني شخصاً ضعيفاً وربما كان مريضاً في نفس الوقت، وكانت في الحقيقة حتشبسوت هي التي تدير أمور الدولة، وتحكم البلاد باِسمه من وراء ستار، وكانت صاحبة الأمر والنهي، وبعد وقت قصير أصبح واضحاً أنه سائر في طريق الموت، وأخذ رجال البلاط وكبار الموظفين يتساءلون ما الذي سيحدث عندما يموت؟ لم يكن هناك أمير آخر يستطيع أن يخلفه على العرش، كما لو أنها ستحكم البلاد في النهاية بمفردها، بينما فرح أصدقاؤها الذين يعرفون قدرتها وقوتها من هذه الفكرة! وكانوا على أتم استعداد ليخدموها بإخلاص عندما يحين الوقت.
↚
لكن، زوجها (تحتمس الثاني) كان يريد أن يمنح ابنه (تحتمس الثالث)، حق تولي العرش من بعده، وقد كان هناك شخصاً يدبر المؤامرات مع معبد آمون بالكرنك، مثيراً الشعور العام بين الكهنة والناس ضد فكرة قيام امرأة بحكمهم، وقد كان هذا الشخص هو (تحتمس الثالث) نفسه، الذي كان يعيش في المعبد كأحد كهنته.
لقد مات تحتمس الثاني عام 1501 قبل الميلاد، وفي أحد الأيام بعد موته بوقتٍ قصير، وعندما كانت حتشبسوت في المعبد لتشهد احتفالاً يخرج فيه موكب الإله آمون، وقفت المحفة التي كانت تحمل تمثال (آمون)، أمام كاهن صغير، وأبت أن تتزحزح بعد ذلك، ووافق جميع الحاضرين على أن ما حدث ليس إلا علامة بأن آمون قد اختاره ليشاركها الحكم، وقد كان هذا الكاهن الذي وقفت محفة (آمون) أمامه، هو (تحتمس الثالث) ابن زوجها المتوفى.
وفي اليوم الثالث من شهر مايو 1501 قبل الميلاد، ترك تحتمس عمله كأحد صغار الكهنة في معبد آمون، ليدخل القصر الملكي للفراعنة، وقد كان عمر حتشبسوت في ذلك الوقت أربعاً وثلاثين سنة، ومنذ اليوم الأول وسادت بينهم المنافسة والمرارة، ولم تلبث حتشبسوت إلا وأن جمعت حولها مناصرين وكونت حزباً مناصراً لها، ولم يلبث هذا الحزب إلا وقتاً قليلاً حتى اشتد نفوذه، وأصبح قوياً لدرجة أن الفرعون الذي لم تكن لديه الخبرة الكافية أصبح عاجزاً عجزاً تاماً عن حكم البلاد، واضطر لإخلاء المكان لحتشبسوت ، وأخيراً تم إعلان حتشبسوت في عام 1478 قبل الميلاد، ملكاً على الصعيد والدلتا ، وحكمت مصر وممتلكاتها في الخارج وحدها كفرعون.
اسماء اشتهر حتشبسوت بها
وفي أغاني المديح التي كانت تغني في مدحها، كانوا يسمونها (حورس الأنثى)، وأضافوا علامة التأنيث في آخر الكلمة التي تدل على (الجلالة)
ولقد كانت الخانات الملكية التي كتب اسم حتشبسوت في داخلها، والتي تظهر على جدران الدير البحري والكرنك وفي غيرها من الأماكن في مصر صريحة في معانيها، فقد أضيف بجوار اسمها (ملك الصعيد والدلتا، ابنة الشمس، صديقة آمون حتشبسوت، حورس الذهبي، مانحة السنين، إلهة الاشراقات، هازمة جميع البلاد، التي تحيي القلوب، السيدة القوية)، وقدرت فترة حكمها ب 22 عاماً.
ماذا فعلت حتشبسوت بتحوت مس الثالث؟
يثار تساؤل هنا! ماذا فعلت حتشبسوت بتحوت مس الثالث بعد أن أطاحت به؟ فقد يظن البعض أنها قتلته أو نفته لمكان بعيد عن مصر لكن، الحقيقة أنها عهدت إلى تربية وتعليم هذا الفرعون الذي كان قبل ذلك كاهناً صغيراً في السن تربية عسكرية، وعلمته فنون إدارة الدولة، ليقود بعض الحملات العسكرية ضد الثائرين على الحكم المصري خارج البلاد في أواخر حكمها، وقد تولى الحكم بعد موتها، بعد زواجه من ابنتها (مريت رع حتشبسوت)، مما أعطى له شرعية الحكم، وقد كان من أقوى الفراعنة المحاربين الذين حكموا مصر، وكون أول وأقوى امبراطورية مصرية عرفها التاريخ.
أعمالها في فترة حكمها
اتسمت فترة حكم حتشبسوت بالسلام والرفاهية، وتميز عهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التي أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوار، وتحت صولجان الفرعون المرأة استطاعت مصر أن تغتني وتزدهر، فقد أعادت فتح المحاجر والمناجم التي أهملت لفترة طويلة، وخاصةً مناجم النحاس في شبه جزيرة سيناء، فقد كان قد توقف العمل في تلك المناجم في فترة حكم الهكسوس لمصر وما تلاه، وما زلنا نجد في سيناء لوحة عليها كتابة توثق هذا العمل، وتمجد ما فعلته.
ونشـطت حتشبسوت كذلك حركة التجارة مع جيران مصر حيث كانت التجارة في حالة سيئة خصوصا في عهد الملك تحتمس الثاني، وأعادت استخدام قناة تربط بين النيل عند نهاية الدلتا بالبحر الأحمر، حيث قامت بتنظيف هذه القناة بعد أن حفرها المصريون أيام الدولة الوسطى، وذلك لتسيير أسطول مصر البحري بها ليخرج إلى خليج السويس وبعدها إلى مياه البحر الأحمر، وأمرت ببناء عدة منشآت بمعبد الكرنك، كما أنشأت معبدها في الدير البحري بالأقصر.
كما اهتمت حتشبسوت بالأسطول التجاري المصري فأنشأت السفن الكبيرة، واستغلتها في النقل الداخلي لنقل المسلات التي أمرت بإضافتها إلى معبد الكرنك تمجيدا للإله آمون، وفي بعثات التبادل التجاري مع جيرانها، واتسم عهدها بالرفاهية في مصر، وزاد الإقبال على مواد ترفيهية أتت بها الأساطيل التجارية من البلاد المجاورة، ومن أهمها البخور والعطور والتوابل والنباتات والأشجار الاستوائية والحيوانات المفترسة والجلود.
↚
ألبعثات التجارية فى حكم حتشبسوت
بعثة المحيط الأطلسي
أرسلت الملكة حتشبسوت أسطولًا كبيرًا إلى المحيط الأطلسي، وازدهرت التجارة مع المحيط الأطلسي لاستيراد بعض أنواع الأسماك النادرة.
بعثة بلاد بونت
أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة تجارية على متن سفن كبيرة تقوم بالملاحة في البحر الأحمر محملة بالهدايا والبضائع المصرية مثل البردى والكتان إلى بلاد بونت !(الصومال حاليا ، وجنوب اليمن)، فاستقبل ملك بونت البعثة استقبالا جيدا، ثم عادت محملة بكميات كبيرة من الحيوانات المفترسة والأخشاب والبخور والأبنوس والعاج والجلود والأحجار الكريمة ، وصورت الملكة حتشبسوت أخبار تلك البعثة على جدران معبد الدير البحري على الضفة الغربية من النيل عند الأقصر ، ولا تزال الألوان التي تزين رسومات هذا المعبد زاهرة ومحتفظة برونقها وجمالها إلى حد كبير.
بعثة أسوان والمسلات
أيضا صورت على جدران معبد الدير البحري وصف بعثة حتشبسوت إلى محاجر الجرانيت عند أسوان لجلب الأحجار الضخمة للمنشآت، وقامت بإنشاء مسلتين عظيمتين من الجرانيت بأسوان تمجيدا للإله أمون يبلغ كل منهما نحو 35 طنا، ثم تم نقلهما على النيل حتى طيبة وأخذت المسلتان مكانهما في معبد الكرنك بالأقصر، وعند زيارة نابوليون أثناء الحملة الفرنسية على مصر عام 1879 أمر بنقل إحدى المسلتين إلى فرنسا، وهي تزين حتى الآن ميدان الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس.
ويعجب المؤرخون والمهندسون حتى يومنا هذا بقدرة المصريين على نقل تلك المسلتين من أسوان إلى الأقصر، فعملية تحميل المسلتين على السفن ثم نقلهما على النيل وإنزالهما على البر، ثم نقلهما على الأرض إلى مكان تشييدهما ليست بالسهلة على الإطلاق، وما يفوق ذلك أيضا هو تشييد المسلتان في المكان المختار لهما بالضبط أمام الصرح الذي شيدته الملكة حتشبسوت بمعبد الكرنك على بعد أمتار قليلة من الصرح، ولا يزال المهندسون حتى الآن يضعون النظريات للطريقة التي اتبعها المهندس المصري القديم للقيام بهذا العمل الجبار، ليس هذا فقط، فقد أصدرت حتشبسوت أوامرها بإنشاء مسلة تعتبر أكبر مسلة في تاريخ البشرية مكونة من قطعة واحدة من الحجر تزن فوق 1000 طن لوضعها بمعبد الكرنك، إلا أن المهندسين المصريين القدماء تركوها بعدما اكتشفوا فيها شرخا يحول دون استخدامها. ويزور حاليا سياح من جميع أنحاء العالم لمشاهدة أعجوبة تلك المسلة غير الكاملة التجهيز في محجر أسوان، ويسألون أنفسهم: كيف أراد المصريون القدماء نقل هذه المسلة العملاقة إلى معبد الكرنك؟ ويصف أحد علماء المصريات الألمان طرق تقطيع الحجر أن المصريين القدماء كانوا يتعاملون مع الحجر كما لو كان زبدا، وفعلا يمكن مشاهدة ذلك في محجر أسوان، وتسمى الآن بـ (المسلة الناقصة)
حملات عسكرية
كان السائد في عصر حتشبسوت، هو السلام والرفاهية وازدهار الحركة التجارية مع دول الجوار، فلم تكن تميل إلى سياسة الغزو الخارجي، ولكن سجلت بعض الحملات العسكرية القليلة في عهدها، التي جاء أغلبها حملات تأديبية، بالإضافة إلى حملة عسكرية واحدة مسجلة عن عهد حتشبسوت قام بها تحتمس الثالث وهي الاستيلاء على غزة وكان ذلك بالقرب من نهاية حكمها، وبعض المخطوطات مثل مخطوطة وجدة في مقبرة سنموت تفصح عن حملات تأديبية في النوبة وبعض البلاد الأخرى التي كانت تحت السلطة المصرية كالآتي:
حملة تأديبية على النوبة
في بداية حكمها، وقامت بها حتشبسوت كما ورد ذلك في مخطوط لرئيس الخزانة تيي
حملة تأديبية على سورية وفلسطين
طبقا لمخطوط في الدير البحري، مضافا إليها حملة ضد تمرد في النوبة
حملة ضد تمرد في النوبة
في العام 20 من حكمها (مكتوبة على لوحة تومبسون Timbos)
حملة تأديبية على ماو
بالقرب من منطقة فرقة بين السنتين 20 و22 من حكمها.
↚
سر ظهور حتشبسوت بملابس الفراعنة الذكور
لم تشأ حتشبسوت أن تبتدع جديداً في مظهر الفرعون الحاكم التي ألفها الناس لعقود طويلة، فعلى الرغم أنه في بداية حكمها كانت تصور كامرأة بكامل زينتها إلا أنه في وقت لاحق أصبحت مثالاً على الفرعون القوي ذو العضلات، الذي يضع لحية مستعارة. فقد أخذت تلبس ملابس تشبه ملابس من سبقها من الفراعنة الرجال في الاحتفالات الرسمية، كما ظهرت في بعض تماثيلها بذقن مستعارة كما هو المألوف في تماثيل الفراعنة، وإن كان هذا لم يقلل من كون حتشبسوت، كانت تمتلك كل صفات الأنثى الجميلة، فقد كانت ذات بشرة خمرية لطيفة، وأنف معقوف قليلاً، ووجه مستدير، وكانت تحب الزهور والحدائق والأشجار، وكل شيء ذو أريج، زاهي الألوان.
حتشبسوت وسر يدها
من أشهر الملكات اللواتي تولين حكم مصر وتعد من الجميلات، وحتشبسوت هي أول من ارتدت القفازات وذلك لوجود عيب خلقي بأصابعها (6 أصابع أو أكثر في اليد الواحدة) لم يعرف الناس ذلك إلا بعد رؤية موميتها ، ففي أغلب التماثيل التي صنعت لها كانت يداها تبدوان طبيعيتين لأنها كانت تأمر النحاتين بذلك، أيضا هي أول من طرزت القفازات بالأحجار الكريمة.
هل كانت هناك قصة حب بين الملكة والمهندس"سنّموت" ؟
لقد كان "سنموت" لغزاً مثيراً في حياة حتشبسوت، ذلك المهندس الذي بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري، والذي منحته 80 لقباً، والذي كان يتولى تربية وتعليم ابنتها الأميرة الصغير (نفروا رع)، وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته، ليكون قريباً منها في الحياة الأخرى، كما كان قريباً منها في الدنيا، أما هي فقد كانت تقدر نبوغه وقوة شخصيته، لدرجة جعلها تسمح له ببناء مقبرته في حرم معبدها ليجاورها في مماته كما كان يفعل في الدنيا.
وجاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة حب قد جمعت بين الاثنين سنموت وحتشبسوت، بعد وفاة زوجها. لكن، هذا ليس مؤكداً، وقد تكون مجرد علاقة احترام متبادل، والمهندس الملكي سنموت، هو من شيد لحتشبسوت أجمل معبد جنائزي بني لملكة في التاريخ سواء القديم أو الحديث وهو معبد الدير البحري، الذي شيده في حضن الجبل الغربي، وجاء بناؤه بالحجر الجيري الأبيض الملكي المجلوب من طرة، وعلى هيئة صالات ثلاث تعلو الواحدة الأخرى، لكي ترتقيها روح الملكة وتصعد بها إلى السماء لتخلد مع النجوم.
سيدة نادرة الوجود
ومهما يكن من أمر الملكة "حتشبسوت" فإنها واحدة من قليلات من السيدات في العالم القديم ممن وصلن إلى قمة الإدارة في بلادهن ، ولقد بذلت كل الجهد لتقنع الرجل في عهدها بأن يقبلها كامرأة تحكمه ، وسواء أقنعت "حتشبسوت" الرجال في مصر في ذلك الوقت بحكمها ، أم لم تقنعهم ، فإن ما فعلته كان أعظم بكثير مما فعله بعض الملوك الرجال ، حتشبسوت تعني ( من أبرز السيدات النبيلة 1508-1458 ق.م.) وكانت الفرعون الخامس من عصر الأسرة الثامنة عشرة في مصر القديمة ، يعتبرها علماء المصريات واحدة من أنجح الفراعنة، حامله للقب أطول من أي امرأة أخرى في الأسر المصرية، تميز عهدها بقوة الجيش ونشاط البناء والرحلات البحرية العظيمة التي أرسلتها للتجارة مع بلاد الجوار ، وهي الابنة الكبرى لفرعون مصر الملك تحتمس الأول وأمها الملكة احمس . وكان أبوها الملك قد أنجب ابنا غير شرعيا هو تحتمس الثاني ، وقد قبلت الزواج منه على عادة الأسر الملكية، ليشاركا معا في الحكم بعد موته، وذلك حلا لمشكلة وجود وريث شرعي له.
عائلتها
هذه الملكة تركت ألغازا كثيرة وأسرارا وربما يكون أكثر تلك الألغاز إثارة شخصية "سنموت" ذلك المهندس الذي بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري والذي منحته 80 لقبا!! وكان مسؤولا عن رعاية ابنتها الوحيدة وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته، وإذا جاءت تلميحات المؤرخين لتشير إلى وجود حالة حب قد جمعت الاثنين سنموت وحتشبسوت فإنهما الملكة وخادمها أيضا قد شاركا في "حياة أسطورية"، وانتهى كل منهما نهاية غامضة لا تزال لغزا حتى الآن.
كانت حتشبسوت زوجة الملك تحتمس الثاني (حوالي 1512 ق.م - 1504 ق.م) من الاسرة الثامنة عشر، ويبدو أن زوجها أُطيح به طوال بضع سنين ، ولكنهما عادا إلى العرش سنة 1493 قبل الميلاد ، وطوال السنوات ال 12 التالية كرست كل قواها وموارد مصر لإنشاء الطرق، وتشييد المنازل والمعابد ولتحسين أحوال البلاد الداخلية ، ومحاولة إبقاء مصر بعيدة عن الحرب مع جاراتها، ومن أعظم أعمالها ضريح لزوجها في وادي الملوك ، بالقرب من طيبة ، وكانت ترعى كذلك الفنانين والحرفيين، وكان لها ابن هو امنح وتب الثاني (حوالي 1447 ق.م - 1420 ق.م) ) .
وفاتها
توفت حتشبسوت في 14 يناير 1457 قبل الميلاد خلال العام 22 من فترة حكمها، كما جاء ذلك في كتابة على لوحة وجدت بأرمنت، ولقد تم التحقق من مومياء حتشبسوت، أن علامات موتها هي علامات لموت طبيعي، وأن سبب موتها يرجع إلى اصابتها بالسرطان أو السكري.
قبرها
وقبر حتشبسوت موجود في وادي الملوك، وربما قامت حتشبسوت بتوسيع مقبرة أبيها لكي تستعملها، وقد وجد تابوتها موجوداً بجانب تابوت أبيها.
ومؤخراً التقطت صورة لمومياء الملكة حتشبسوت تظهر فيها باسمة حالمة وادعة! كمن أدى رسالته على أكمل وجه واستراح، والطريف في الصورة أيضاً أن الملكة كانت تتمتع بشعر ناعم ملون جميل، يظهر بوضوح في الصورة أيضاً، وهذا يدل على أن علم التحنيط الذي أبدعه المصريون القدماء سراً عظيماً لو أكتشف، قد يغير مظاهر الدفن في العالم بأسره.
ليصلك جديد الموضوعات الفرعونية اضغط على تابعنا
قد يهمك ايضا
🔖
#موكب_المومياوات_الملكية_الملكة_الفرعونىة_حتشبسوت
موكب المومياوات الملكية,المتحف المصرى بالتحرير,المتحف القومى الحديث,ملوك وملكات الفراعنة,لقصر,وادى الملوك,رمسيس,امتحوتب,نفرتيتى,احمس,الدير البحرى,معبد ابوسنبل,حتشيسوت,اخناتون,تعامد الشمس بمعبد ابوسنبل,الخبية,الملك الفرعونى,الملك,سقنن رع تاعا الثانى,الملك الشهيد,محارب الهكسوس,الملكة احمس نفرتارى,زوجة الملك احمس الاول,لون بشرة الملكة احمس نفرتارى,الملك امنحتب الاول,حتشبسوت,الملكة حتشبسوت,الملك تحتمس الثالث,امبراطور وملك تحتمس الثالث,bassam idea,
يمكنك الاستفسار اوالتعليق