ماذا يرى الميت في قبره؟ وكيف يمر الزمن عليه؟ وكيف يحاسب؟
Death, soul, time and the grave
الموت والروح والزمن والقبر
قد يأتي الموت فجأة دون سابق أنزار أو دون اسباب، فيأخذ منا الأحباب ويفرق الجماعات ويهدم اللذات ويخيم على قلوبنا الأحزان، فالنفس تبكي على الدنيا وقد علمت ان السلامة فيها ترك ما فيها، (فلا دار للموت بعد الموت يسكنها الى التي كان قبل الموت يأتيها، فأن بناها بخير طاب سكناها، وأن بناها بشر خاب بانيها).
وكان لسان أحدهم حاله يقول، كيف اقابل ربى عز وجل وتصعد روحي؟
وكيف أعيش في هذا القبر المظلم الى يوم القيامة؟
بل كيف سوف آري ملك الموت؟
فهل سيبيض وجهي أم يسود! وماذا يحدث في جسدي! ومتى يتم تغسيلي وتكفيني ودفني! وكيف أتى الموت وانا في غفلة!
الأنسان تبدأ حياته بنطفة وتنتهي تحت التراب، وعندما يموت الانسان ويوضع في قبره تبدأ حياة البرزخ، وحياة البرزخ هي الحياة الاخرى التي يعيشها كل انسان بعد حياة الدنيا، الى ان يحين امر الله عز وجل، واجله الذي أجلة لتقوم الساعة بأمره واذنة سبحانه جلا في علاه، وحينها ينتفل اهل القبور من مرحلة البرزخ الى مرحلة اخرى، هي مرحلة العرض والحساب والذهاب للجنة او النار، فنسأل الله الجنة ونعوز به من النار.
قول رسول الله محمد صلى الله علية وسلم
فعن رسول الله محمد صلى الله علية وسلم (ان الميت أذا مات، فأنه تعاد روحة الى قبرة ويسأل عن ربه ودينه ونبيه، فيثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والاخرة، فيقول المؤمن ربى الله وديني الاسلام ونبيي محمد رسول الله صلى الله علية وسلم، وأما الكافر او المنافق والعياذ بالله، فأنه يسأل فيقول "ها!! ها!! لا أدرى" ، سمعت الناس يقولون شيء فقلته ، فأن العبد أذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه ، فأنه يسمع قرع نعالهم ، أتاه ملاكان ، فيقعدانه فيقولون " ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله علية وسلم " فأما المؤمن فيقول " اشهد أنه عبد الله ورسوله " فيقال له " أنظر الى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة " فيراهما جميعاً ، ويفسح له في قبره ، وأما المنافق والكافر فيقال له " ما كنت تقول في هذا الرجل " فيقول " لا أدرى كنت أقول ما يقوله الناس " فيقال له " لا دريت ولا تليت " ويضرب بمضارب من حديد ضربتاً ، فيصيح صيحتاً يسمعها من يليه غير ألثقيلين.
وأعاده الروح الى البدن في القبر ليست كروح الانسان في بدنة في الحياة الدنيا، وذلك لأن حياة البرزخ لا نعلم كونها، أذ أننا لم نخبر عن طبيعة هذه الحياة، فهي من الغيبيات.
تفسير الامام محمد متولي الشعراوي حول الموت
فقد قال الامام محمد متولي الشعراوي رحمة الله: ان الميت لا يشعر بمرور الوقت أو الزمن علية بعد موته، لان الوقت مرتبط بالأحداث، والميت لا يشعر أو يمر به أي أحداث، مستشهداً بحالة النوم عند الأنسان، فالنائم لا يشعر بالوقت! لأنه لا يمر بأحداث أثناء نومه ، وأوضح حقيقة أن أذا مات العبد فقد قامت قيامته ، حيث يعرض على الانسان داخل قبره العذاب او النعيم أي انه يرى ما كان سيدخل الجنة أو النار، ولكن قيام الساعة واحد على الجميع ، فالموت يصنع له عمراً بالقياس الى الذات ، ولكن لا عمر له بالنسبة لمن مات ، فمن مات لا يشعر بالزمن والوقت أبداً، فحال الميت هو نفس حال النائم ، فان النائم لا يشعر بالزمن على حقيقته ، بل تمر علية الساعات وربما الايام كأنها لحظات ، لكن ذلك لا يعنى انه قد فقد الحياة ، أو انه قد فقد الشعور بالزمن أو انه لا يحس بسيئ ولا يتألم ولا يتوجع ، او انه لا يرى في منامه ما يرى من الاحلام المختلفة ، بل يرى في الساعات الطويلة بالنوم احلام قصيرة وسريعة الانقضاء، وقد لا يرى شيئاً ، ويرى في لحظة او لحظات أحلاماً فيها أمور جسام وتفصيلات عظام ، وهو ما نام ألا قليلاً.
تفسير بن عشمين حول الموت
ويقول بن عشمين رحمة الله علية: ان الميت لا يشعر بمرور الزمن ألا شيء يسير، بل شعور الميت بذهاب الوقت، هو اقل من شعور النائم به، فالزمن بالنسبة للميت يذهب سريعاً كأنه ليس بشيء.
فقد أمات الله رجلاً مائة عام، فلما بعثه الله قال كم لبثت، قال لبثت يوماً أو بعض يوم، قال بل لبثت مائة عام، فأنظر الى طعامك وشرابك لم يتثنى، وأنظر الى حمارك ولنجعلك أية للناس، وانظر الى العظام كيف ننشزها، ثم نكسوها لحماً، فلما تبين له قال أعلم ان الله على كل شيء قدير، وهي مائة سنة.
تفسير الآيات القرآنية من سورة الكهف حول الموت
كذلك أهل الكهف، لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعة، وهو نوم والنوم ليث كالموت، فالموت أسرع في ذهاب الوقت، وهؤلاء الاموات الذين ماتوا من سنين طويلة ، تجدهم كأنهم ما مر عليهم ضهور طويلة ، فكأنهم ماتوا الان ، فقال الله سبحانه وتعالى:
((فيم انت من ذكراها * ألي ربك منتهاها * أنما أنت منذر من يخشاها * كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشيةً أو ضحاها))
ولكن الله عز وجل على كل شيء قدير، فهو أذا أراد شيء فأنام يقول له كن فيكون، فهذا يوم القيامة الذي مقداره خمسون ألف سنة يمر بالمؤمن، كقدر وقت ما بين الظهر والعصر.
خاتمة الموضوع والدعاء للنجاة من عذاب القبر
فاتقوا الله يا عباد الله، وأعلموا ان الموت قريب، وغداً نوضع جميعاً في التراب،
نسأل الله تعالى لنا جميعاً حسن الخاتمة وحسن العمل وحسن الحال في الدنيا والأخرة، الله علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا، وذدنا علماً، ووفقنا لما كل ما تحب وترضها، واعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ونسألك رضاك والجنة، ونعوز بك من سخطك والنار، ربنا سبتنا على توحيدك وسنة نبيك محمد صلى الله علية وسلم، برحمتك يا أرحم الراحمين، أللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والاخرة، واصلح أعمالنا، وأخلص نياتنا وأحسن خاتمتنا، وأرفعنا للفردوس الاعلى من الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب برحمتك يا أرحم الراحمين .
هذا والله تعالى أعلم، وصلى ألله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى أهلة وأصحابه أجمعين، ودمتم وفي رعاية الله وأمنة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
زوارنا الكرام
لا تنسى الاعجاب بالموضوع بالتعليق والاشتراك بالموقع، تشجيعاً لنا لنستمر في عرض المزيد من المقالات الدينية المشابهة ان شاء الله تعالى.
ليصلك جديد الموضوعات ألدينية اضغط على تابعنا
قد يهمك أيضاً
🔗🔗🔗
#ماذا_يرى_الميت_في_قبره_وكيف_يمر_الزمن_عليه_وكيف_يحاسب؟
ماذا يرى الميت في قبره؟، وكيف يمر الزمن عليه؟، وكيف يحاسب؟ ,الموت، القبر، عذاب القير والبرزخ، النوم شبيه الموت,الروح,الجسد,مصر,السعودية,الامارات,الكويت,البحرين,العراق,اسرائيل,كندا,قطر,فلسطين,المغرب,الجزائر,
يمكنك الاستفسار اوالتعليق